أنا متزوجة منذ6 سنوات لدي طفلين زوجي أكبر مني ب 17سنة هناك فرق في مستوى المعيشة والبيئة فعائلتي فقيرة وعائلته أعلى من مستوى عائلتي ومشاكلنا بدأت منذ السنة الاولى فأنااحب زوجي
ولكن مشكلتي الكبرى أنه عندمانخوض في نقاش ويزعجني شيء في كلامه فإنني أنفعل بسرعة وأتحسس بشكل كبير خاصة إذا كان الكلام عن أهلي ودايما مايقول ان تصرفات الاولاد تتغير عندما أرجع من زيارة أهلي أوحتى أخواتي فسرعان ماأغضب ويغضب هو ايضاوندخل في شجار كبييير
وهو دائما يقول لي أن السبب لساني واني أرد له الكلمة بعشر ونحن على هذا الحال في كل شيء حساسيتي زائدة ولا أستطيع السيطرة على مشاعري وحتى لساني تعبت كثيرا كل يوم مشكلة وتكبر ويحاربني في الأيام وأنا الآن حامل ودائما أفكر في طلب الطلاق
فأرجوك ساعدني هل الطلاق هوالحل فنحن دائما مختلفين في كل شيء هو يحب أولاده كثيرا ويحرص جداعلى تربيتهم تربية صالحة ويحب النظام كثيرا يعني يريدني زوجة كاملة وأن لا زلت أتعلم واجرب وهومن النوع الذي مابتصير كلمته كلمتين وينتقد تصرفاتي كثيرا
وانا مع ذلك أحاول أن أصبح مثلما يريد ولكن احيانا أتعب فهو يريدني عكس طبيعتي بصراحة أريد حلا سريعا لأن أولادنا بدؤوا يشعروا بمايحدث ويتأثرون بذلك سريعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياك الله أختي أم فارس:
بداية اعلمي أن الطلاق ليس حلا ولكنه إنهاء لحالة يستحيل معها التعايش وهو ما لا ينطبق على زواجك. لا يخلو زواج ولا أي تفاعل من خلافات والفرق بينها هو في طريقة إدارة هذا الخلاف. ولذا بدل التفكير في الطلاق من زوج تعترفين انه حنون وحريص على بيته وأولاده وأمور تربيتهم.
فكري وتعلمي طرق إدارة الخلاف. طبيعي أن تكون له الكلمة الأخيرة في تسيير أمور الأسرة واختيار مسارها فهو شرعا القائم عليها، ونفسيا هو يكبرك بسنوات تجعل شخصيته أقل مرونة وخبرته في الحياة أكبر.
أساس خلافك مع زوجك ليس لسانك كما تقولين بل فكرتك السالبة عن طلبه منك التغير حيث تفسرينه لنفسك بأنه استعلاء عليك، رغم أن التغيير يعتبر إضافة نستفيد منها سواء في السلوك أو المظهر، ومن التغييرات المفيدة طلبك للمساعدة من موقعنا وهو أمر لم يكن متوفرا فيما مضى ولو رفض كل الناس التغيير لما تقدمت بنا الحياة.
تعلمي ألا تتحدثي وأنت غاضبة أبدا فالكلمة كالرصاصة إن صدرت يصعب ردها والغاضب قد يصدر عنه أقوالا جارحة لا يعنيها وهذا ينطبق عليك وعلى زوجك، جربي أن تكتبي وجهة نظرك قبل أن تناقشيه فيها ثم نقحي الكتابة واستبدلي الكلمات التي تزعجه ولا تخدمك في الدفاع عن وجهة نظرك.
يمكنك أن تطلبي منه أن يعدل من طريقة انتقاده لك بعد أن تتعلمي بنفسك أن تضبطي أعصابك وكلماتك، وتتخلصي من حساسيتك للانتقاد والتي للأسف ليست مقصورة عليك بل سمة لدي الكثيرين، رغم المقولة الشائعة لدينا بأن رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي.
فكيف إن كان من يهدي العيوب أقرب الناس لك، غيري فكرتك بأنك تأتين من أسرة أقل منه فكلنا سواسية نحن فقط نختلف في الأساليب والأفكار، وتغييرك لأفكارك وأساليبك لا يعيبك ولكني أتفهم أن التغيير يحتاج إلى وقت فكوني رحيمة مع نفسك ووضحي هذا الأمر لزوجك.
كما يجب الاعتراف أن التطابق بين الناس معدوم ولكننا نسعى ونبحث عن التشابه وزوجك نفسه لن يتطابق مع باقي إخوته وأنت لا بأس بأن تكوني مختلفة عن باقي أهلك في أسلوبك وطريقة تعاملك .
وكذلك أولادك دون أن يعني هذا ترفع عنهم، إن ظروف حياتك مع زوجك تفتح لك مجالات تعلم جديدة بالتأكيد اعتبريها فرصة للتعلم والارتقاء في الحياة، وطلبه منك اكتساب عادات وسلوكيات تسعده لا يعني أن ألا تكوني على طبيعتك فنحن نعيش ونتعلم أمور تقربنا من تحقيق أهدافنا، أليس من أهدافك أن تعيشي زواجا مستقرا وتربي أولادك مع والدهم.
مع دعائي بأن يشرح الله صدرك ويرزقك السكينة ويوفق بينكما.
الكاتب: د. حنان محمود طقش
المصدر: موقع المستشار